قلب طوى صفحاته

هذه الخاطرة عن القتل .. ولكن ليس قتلاً جسديا انما قتل معنوي .. نعم انه ابشع من القتل الجسدي لانه يقتل في اليوم الف مرة .. نعم ربما فهمتوني ان القاتل في هذه الجريمة هو الانسان .. والمقتول او المجني عليه هي المشاعر .. او بمعنى ادق هو القلب .. تمر بحياتنا كل يوم مواقف ربما تترك في القلب جرحا غائرا .. وربما تفتك بالقلب وتنسيه وظيفته الاساسية الا وهي الحب .. وربما لا يشعر بتلك الجروح من حولنا فيزداد الجرح اغورارا ..وتعجز العين عن الدمع في كبرياء .. فيصنع الالم النفسي الرهيب الذي يكون اول خطوات تدمير الانسان .. نعم .. الموقف الذي سوف اقصه عليكم الان موقف حدث في الحقيقة بل ويحدث كل يوم ..رأيتها .. كانت رقيقة بمعنى الرقة حساسة بكل ما تمتلكه الكلمة من تعابير وشديدة الوفاءتحب الحب وتعشقه .. كان الحب في قلبها من البنود الاساسية للحياة .. لو اقتربت منها شعرت بهالة من الحب .. ولو نظرت في عينيها ترى الحب يتلألأ فيها .. لو لامست يداها تشعر بقمة الدفئ .. ولو اخذتك في حضنها تنسيك العالم بما فيه .. ولكن .. عدم تقدير الانسان للنعمة .. دمر هذا القلب .. اصبح يخاف الحب ويطوي صفحاته .. اصبح الحب بالنسبة له ذكرى مريرة .. والم مبرح .. اصبحت نظرات العين ترقب وحظر بدل من الحب والشوق .. نزف الجرح حتى اوشك القلب على الاحتضار ورفع راية الاستسلام .. استسلم القلب للواقع .. واقع دنيا قُتل الحب فيها .. واصبحت المصلحة سيدة القلوب .. بات القلب وحيدا حزينا .. يتذكر كيف كانت حياته من قبل ...كان يشع نورا وحبا وتأملا وبريقا .. ولكنه عاود الاحتضار .. بدء النزيف يشتد ويشتد .. حتى قرر ان يستسلم .. قرر عدم الدفاع .. فضل ان يموت على ان يعيش في تلك الدنيا الكاذبة .. والتي قضت عليه وعلى الحنان الذي كان يحتويه .. ترى هل مات الحب في قلوبنا ؟؟؟هل نستسلم لهذا الواقع المرير .. ربما لم يعد هذا زمن القلوب .. ربما مات الحب في قلوبنا .. ربما ..